أصوات نيوز/
أكد الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان، خلال منتدى الأعمال الإسباني-المغربي، الذي نظم عشية انعقاد الدورة الـ13 للاجتماع رفيع المستوى بين إسبانيا والمغرب، يوم أمس الأربعاء 03 دجنبر الجاري في مدريد، أن العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا تشهد دينامية استثنائية تاريخية، حيث أضحت العلاقة الثنائية اليوم “راسخة على المدى الطويل، وقائمة على التنبؤ والثقة المتبادلة“.
وأوضح الوزير أن هذه الدينامية برهنت عن قدرة كبيرة على الصمود في وجه التحولات الجيوسياسية وتشرذم النظام الدولي، ما يجعل الشراكة المغربية–الإسبانية محوراً هيكلياً في الفضاء الأورومتوسطي، مشيرا إلى أن سنة 2024 جسدت بشكل واضح هذا التقدم، حيث تجاوز حجم المبادلات 24 مليار يورو، ما يعكس مستوى غير مسبوق من التكامل الاقتصادي.
وأكد الوزير أن المغرب وإسبانيا يمتلكان القدرة على “إرساء فضاء للرخاء المشترك، قائم على رؤية مشتركة وثقة وطموح، وقادر على تقديم إجابات ملموسة للتحديات الكبرى في عصرنا“.
وشدد زيدان على أن المغرب بات اليوم شريكاً اقتصادياً رئيسياً لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي، ليس فقط بفعل القرب الجغرافي، بل نتيجة “تحول حقيقي نحو قرب هيكلي، تتكامل فيه سلاسل القيمة وتتقارب فيه المسارات التنموية”.
وأبرز زيدان أن المغرب، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، يواصل تنفيذ تحول اقتصادي عميق مرتكز على الاستثمار المنتج، والتنافسية الصناعية، والطاقات المتجددة، والابتكار. مضيفا أن تطوير الطاقات المتجددة، وازدهار التنقل الكهربائي، وصعود صناعة السيارات، ورقمنة الاقتصاد، ترسخ مكانة المملكة كفاعل لا غنى عنه في المنطقة.
وفي هذا السياق، لفت زيدان إلى أن العلاقات بين البلدين تتجه نحو مرحلة جديدة عنوانها شراكة استراتيجية في الإنتاج المشترك، تقوم على تقارب الطموحات الصناعية وتوافق النماذج الطاقية.
كما أشار الوزير إلى أن المغرب يشكل جسراً طبيعياً نحو إفريقيا، في حين تتمتع إسبانيا بموقع متميز داخل أوروبا وامتداد قوي في أمريكا اللاتينية، ما يمنح الطرفين فرصة لبناء سلاسل قيمة إقليمية وإفريقية قادرة على منافسة أقوى التكتلات الاقتصادية.
وفي ختام كلمته، دعا زيدان إلى تحويل هذه الدينامية الواعدة إلى دينامية هيكلية، عبر تحويل التبادلات إلى استثمارات، والاستثمارات إلى منظومات مستدامة.










