أصوات نيوز /
تعتبر الطبيعة تجسيدًا للجمال الألهي وهبة رائعة من الله تعالى للإنسان. حيث خلق الله الطبيعة بكل مكوناتها، من نباتات وحيوانات وبحار وتربة وماء وهواء، لتخدم الإنسان. إن الطبيعة هي كنز يعتبره الله هدية لعباده، ليستفيدوا منها بشكل أمثل. تعتبر الطبيعة مصدرًا لرزق الإنسان ومصدرًا للحصول على الغذاء والدواء.
الإنسان يأخذ من الطبيعة المواد الأولية اللازمة لتلبية احتياجاته، سواء كان ذلك لتجهيز الغذاء أو صناعة المواد التي يستخدمها في حياته اليومية. إن الطبيعة ليست فقط مخزنًا لحياة الإنسان، بل هو جزء مهم وامتداد لها.
تتميز الطبيعة بجمالها الساحر والإبداع الذي لا يقارن. فهي لوحة فنية صاغها الخالق بأجمل صورة، وكل زاوية فيها تحمل شيئًا مميزًا يلهم الروح ويفتح القلب. البحار تأخذ المتأمل في رحلة سحرية إلى عالم بعيد، بينما يعجز القلب عن التعبير عن روعة هذه اللحظات. الغابات تظهر وكأنها لوحة رسمها فنان موهوب، والسماء تحتفظ بجمال الشمس والقمر والنجوم والغيوم الرائعة.
في حين يُعتبر الإنسان جزءًا أساسيًا من الطبيعة، يلعب دورًا حيويًا. يجب عليه الحفاظ على هذه الهدية من الله والاعتناء بجميع مكوناتها، بدءًا من الحيوانات والنباتات وانتهاءً بالبيئة المحيطة به. يتطلب الأمر عدم الإساءة إلى توازنها، لأن العبث في الطبيعة يسبب اختلالًا لا يحمد عقباه ويؤدي إلى الأمراض.
الطبيعة تظل هي المصدر الأساسي للحياة والغنى، والحفاظ عليها يعني الحفاظ على مستقبل الأجيال القادمة. يجعلها الله متجددة ومتغيرة، ويمنحها جمالًا يجعلها ملهمة وغير مملة. تمر الفصول الأربعة بتغييراتها، ما بين الشتاء والربيع والصيف والخريف، لتُظهر الطبيعة بأشكال مختلفة في كل مرة.
يلعب الإنسان في الطبيعة دورًا فاعلًا جدًا، ولهذا عليه أن يحافظ عليها من القاذورات ويحافظ على كلّ موجودتها خصوصًا الحيوانات والنباتات، فالطبيعة لا تكتمل الجمال إلا إن كان كل شيءٍ فيها متوازن، أما العبث فيها يُسبب اختلالًا كبيرًا لا تُحمد عقباه، ويُسبب الأمراض، فالطبيعة أمانة في أعناق الجميع، والحفاظ عليها يعني الحفاظ على حقوق الأجيال القادمة في حياة كريمة خالية من الاختلال، خصوصًا أن الطبيعة هي مصدر الأمان الغذائي ومصدر جميع الثروات بمختلف أنواعها، والتجني عليها هو التجنّي على الحياة بأشكالها كافّة.
إن الحفاظ على الطبيعة يعني الحفاظ على الحياة بكل تنوعاتها، ويمثل التجني عليها خطوة في اتجاه عكس الاستدامة. لذا، يتعين على الإنسان أداء دوره الفعّال في الحفاظ على هذا الكنز الذي وهبه الله للجميع.