قال عبد العزيز رحابي، وزير الإعلام والسفير الجزائري السابق إنه مقتنع أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لن يترشح إلى ولاية رئاسية خامسة، وأن الحملات التي تقوم بها أحزاب الموالاة والجمعيات الدائرة في فلك السلطة تهدف إلى إبقاء الوضع الراهن، حفاظا على مصالحها، معتبرا أن الضجة التي أثيرت حول التغييرات التي عرفها الجيش مؤخرا مبالغ فيها وليست في مصلحته.
وقال رحابي ان “أنصار الرئيس يؤدون مهامهم ويلعبون الدور المنوط بهم، وهو استمرار النظام الحالي، لأن مصلحتهم في ذلك. الرئيس وضع نظاما قائما على شبكات مصالح قوية وغامضة، تتميز بفضائح الفساد والرشوة والتي مست أحيانا مؤسسات الدولة، وخاصة الحساسة منها، من الطبيعي أن تكون هناك مقاومة للتغيير، أنصار الرئيس جمعوا ثروات ضخمة، نحن من الدول القلائل التي تضمن الثراء والإفلات من العقاب، لهذا لست مستغربا من أنهم نظموا وسينظمون حملات لدعوة الرئيس إلى الاستمرار لولاية جديدة، في حين أنهم يعلمون أنه غير قادر صحيا على أداء مهامه، لأن ذلك مرتبط بمصلحتهم، هذا هو النظام الذي بناه بوتفليقة خلال عشرين سنة من الحكم، نظام مصالح بالدرجة الأولى، نظام ريع. هذا النظام موجود ويريد الاستمرار ويقاوم من أجل ذلك، في حين أن بوتفليقة غير قادر على الاستمرار في الحكم، أعتقد أنه يجب ربما أن نطرح السؤال على الرئيس لمعرفة ما إذا كان مقتنعا بكل ضمير بأنه قادر على البقاء في الحكم لخمس سنوات أخرى، خاصة في ظل التحديات التي تواجه البلد على كل المستويات ”
واضاف ذات المسؤول في حوار صجفي خص به ” القدس العربي أنه ” إذا ترشح بوتفليقة ستدخل البلاد في مرحلة جديدة من الأزمة التي تعيشها حاليا، هناك أطراف جديدة فاعلة، والذين بيدهم القرار يجب أن يدركوا أن هناك فاعلين جدد، وأننا لم نعد في جزائر السبعينيات، وان هناك مجتمعا مدنيا في حالة غليان، وهناك أيضا مواقع التواصل الاجتماعي. الجزائريون يقارنون ما يحدث عندهم ة بما يحدث في دول أخرى، الشباب اليوم موجود في قلب العولمة، لا أظن أيضا أن الابتزاز بالأمن والاستقرار سيكون كافيا لتبرير الإبقاء على الوضع الحالي. الجزائريون في حاجة إلى تغيير، إلى تطور، إلى انفتاح، وإلى الذهاب إلى مرحلة أخرى، هم أيضا بحاجة إلى الانتقال من الشرعية الثورية إلى شرعية جديدة، شرعية العلم والمعرفة وصناديق الانتخاب، البلد في حاجة إلى عصرنة، ليس فقط على المستوى السياسي بل على المستوى التقني. طبيعة نظام الحكم يمكن أن تتطور من خلال الانفتاح والشفافية والتوازن بين السلطات، الضمان الوحيد للاستقرار هو التوازن بين السلطات، في حين أنه في الجزائر كل السلطات مركزة بيد رئيس الجمهورية، حتى وإن كان مريضا. هناك مقاومة شديدة للتغيير لأن هناك الكثير من الريع، وهناك مصالح، فالناس الذين لديهم مصالح مكتسبة أو مغتصبة يريدون الحفاظ عليها”