يهدف هذا المقال الى إظهار السقوط في الفخ لجرائد وطنية ودولية ناطقة باللغة العربية (يكفي البحث في كوكل للتعرف عليها)، نشرت على الأنترنيت مقالا انتشر مثل النار في الهشيم يصنف مدينة مراكش ثالث عاصمة عالمية للسياحة الجنسية وفق ما سمي “دراسة حديثة نشرتها وسائل إعلام إيطالية”.
[b]بحث مطول[/b][u][/u]
بعد البحث المطول الذي قام به تانسيفت 24 على شبكة الانترنيت، وجد أن صحيفتين فقط تحدثا حديثا عن الموضوع على موقعيهما، أحدهما تحدث عن تصنيف عالمي جعل مدينة مراكش في المرتبة الثالثة في السياحة الجنسية، ولم يتحدث عن أية دراسة ولا عن تاريخها، فيما تحدث الموقع الثاني عن الطبخ المغربي الساخن الذي ينمي الرغبة الجنسية ولمح الى غير ذلك.
و كشف بحث تانسيفت 24 أن الموقع الإيطالي الأول (وهو الذي نقلت منه أغلب المقالات لتطابق العبارات) سقط في هفوة مهنية كبيرة حين اعتبر أن موقع “ترافيل وير TRAVELWEARE” صنف “عواصم السياحة الجنسية في العالم” وجعل مدينة مراكش في المرتبة الثالثة، وذلك حين نشر مقالا عن الموضوع يوم 22 غشت الجاري. لكنه لم يذكر وجود أي دراسة حديثة كانت أو قديمة.
مواقع أخرى إيطالية تتحدث عن وجود 50 ألف عاهرة في مراكش!!!!!!، وهو رقم يدعو فعلا الى الاستغراب.
[b]وسيط دعارة[/b][u][/u]
وبالرجوع الى موقع ترافيل وير نجد أن الأمر لا يتعلق بمحرك بحث عالمي كما ادعت جميع المقالات، وإنما هو موقع إيطالي شبه مغمور (يحتل حوالي المرتبة 25 ألف ضمن المواقع التي يزورها الإيطاليون حسب موقع أليكسا لترتيب المواقع) يرشد الى المدن السياحية في العالم، ويخصص ركنا عن مدن السياحة الجنسية.
وخلال البحث في هذا الموقع نجد أن المقال الذي استند عليه الموقع الإيطالي في تصنيف المدن ومن بينها مدينة مراكش، يعود الى سنة 2015 ولا يتحدث أيضا لا عن دراسة حديثة ولا قديمة، وإنما هو مقال يرشد السياح الى مدن السياحة الجنسية، (االموقع هو أشبه بوسيط دعارة منه الى موقع إخباري محترم حيث نجد أيضا ركنا آخر يتحدث عن سياحة الشواذ الجنسيين). وهو يعترف أن مقالاته يكتبها منتسبون للموقع يجمعون بين السفر والكتابة حسب تجاربهم الشخصية وما يطلعون عليه من تجارب الآخرين.
[b]لا وجود لأية دراسة[/b][u][/u]
وحين نقرأ الفقرة التي حصصت عن مدينة مراكش، لا يظهر أن كاتب المقال يتحدث عن دراسة ولكن عن انطباع شخصي خالي من أي دلائل وبراهين، كما أنه لا يصنف المدن مثل مقالات أخرى حيث تأخذ الفقرات ارقاما من 1 الى 10، جيث نجد أنه يتحدث في العموم وأن السائح الجنسي في مدينة مراكش سيكون من الصعب عليه إيجاد مبتغاه، لكن بعد الحصول عليه يمكن أن يتمتع حسب تعبير الموقع، في حين أنه يفصل أكثر حينما يتحدث عن مواقع سياحية أخرى ويبرز أن الدعارة الموجهة للسياح مقننة وتمتاز بكذا وكذا .
بل إن موقع ترافير وير وفي مقال يعود الى سنة 2016 يتحدث عن كوستاريكا الذي أصبحت خارج “طوب 10” لمدن السياحة الجنسية ولا يذكر بين العشرة مدينة مراكش. (لا يهمنا شهادته في المدينة الحمراء، ولكن لنبين أن تصنيف مراكشغير موجود أصلا)
ومن الحقائق التي اكتشفناها خلال بحثنا المطول، أن صاحب موقع ترافير وير هو الصحفي Diego De Cristofaro وهو مغمور أيضا يحب السفر ولم يسبق له أن زار مدينة مراكش حسب صقحته الرسمية على فايسبوك، فكيف له أن يكتب عنها.
[b]الكسل الصحفي[/b][u][/u]
ما دفعنا للبحث المطول حول الموضوع هو انتشاره بشكل رهيب، في حين كان لدينا بعض القناعة أن هناك شيء ما ليس على ما يرام في هذه الكتابات الصحفية خصوصا لما تتحدث عن “دراسة حديثة” و “تصنيف عالمي”.
لقد قادنا البحث الى أن “الكسل الصحفي” له خطر كبير ودور مريع في تلويث سمعة مدينة مراكش، في الوقت ذاته لا يمكن أن ندافع عن ممارسات قد تحصل هنا أو هناك وتسيء الى السياحة المغربية.
أصوات نيوز / متابعة