من المقرّر أن تشرع غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية مراكش، ابتداءً من جلسة غد الخميس، في الاستماع إلى مرافعات دفاع المتهمين في الملف الذي يتابع فيه 14 طالبا صحراويا بقتل الناشط في “الحركة الثقافية الأمازيغية”، عمر خالق، الذي لقي مصرعه خلال المواجهات الدامية التي شهدها محيط كلية الآداب بمراكش، مساء يوم السبت 23 يناير من السنة المنصرمة، بين طلبة صحراويين وأمازيغ، والتي أسفرت، أيضا، عن إصابة سبعة طلبة بجروح متفاوتة الخطورة.
مرافعات الدفاع تأتي بعد الجلسة الأخيرة المنعقدة بتاريخ 13 يونيو المنصرم، والتي استمعت خلالها الغرفة إلى المتهم “السالك بابر”، الطالب بكلية الحقوق بجامعة ابن زهير بأكَادير، وهو المتهم الوحيد الذي سبق له أن رفض الإدلاء بأي تصريح للمحكمة، خلال الجلسة ما قبل الأخيرة المنعقدة بتاريخ 9 ماي الماضي، معللا رفضه بدخوله في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على ما يعتبره “ترديا لظروف اعتقاله بسجن “لوداية” بضواحي مراكش”، فيما سبق للمحكمة أن استمعت لباقي المتهمين المتابعين، في حالة اعتقال، بجناية “القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد”، والمشاركة فيها، وبثلاث جنح تتعلق بـ”الضرب والجرح بواسطة السلاح، وحمل السلاح دون مبرر مشروع، والهجوم على مسكن الغير”، والذين نفوا أية علاقة لهم بجريمة قتل الناشط الأمازيغي، موضحين بأنهم ينبذون العنف واستعمال القوة في مواجهة المختلفين معهم في المواقف السياسية، ولافتين إلى أن الفصيل الطلابي الذي ينتمون إليه، المعروف بـ “الصف الطلابي الصحراوي.. مجموعة الشهيد الولي”، سبق له أن عقد ميثاق شرف مع الحركة الثقافية الأمازيغية بجامعة ابن زهر بمدينة أكَادير، للتشجيع على الحوار بين الفصائل الطلابية.
في المقابل، سبق لدفاع المطالبين بالحق المدني، من عائلة الضحية، أن طالب بمحاكمة المتهمين أمام غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية سلا، المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب، موضحين بأن الأمر يتعلق بجريمة اغتيال سياسي بامتياز، ومشيرين إلى أن المواجهات بين الفصيلين الطلابيين اندلعت بسبب قرار لطلبة الحركة الثقافية الأمازيغية بفتح حلقة نقاش حول موضوع الريع السياسي الذي يستفيد منه الطلبة الصحراويون “الانفصاليون”، من قبيل النقل المجاني عبر القطار والحافلات، وغيرها من الامتيازات التي يقول الدفاع ونشطاء الحركة إنها تضرب في العمق مبدأ المساواة بين الطلبة، قبل أن يفاجؤوا بمن وصفوهم بـ”شرذمة الانفصال يقومون بتصفية عمر خالق”، المعروف بلقب “إزم” (الأسد)، والمزداد سنة 1990 بدوار “إكنيون” بجماعة “بولمان دادس” بإقليم تنغير، والذي كان توفي، صباح يوم الأربعاء 27 يناير من السنة الفارطة، بمستشفى ابن طفيل بمراكش، متأثرا بالجروح البليغة التي أصيب بها، أربعة أيام قبل ذلك، في المواجهات العنيفة بين الطلبة الصحراويين والأمازيغ.
هذا، وقد أوقفت للمصالح الأمنية بمراكش، مؤخرا، طالبا صحراويا جديدا بمحطة القطار بحي كَليز، يتابع دراسته بجامعة القاضي عيّاض بالمدينة، وكان موضوع مذكرة بحث على الصعيد الوطني، على خلفية الاشتباه في تورطه في الملف نفسه، وقد تمت إحالته على المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمقر ولاية الأمن، قبل أن يجري وضعه رهن تدابير الحراسة النظرية، وتقوم المصلحة المذكورة، يومين بعد انتهاء البحث التمهيدي معه، بمسطرة تقديمه أمام أحد نواب الوكيل العام للملك لدى استئنافية المدينة.