في قراءة لاسبوعية”الأيام” التي أفردت ملفاً لزوجات وأمهات سلاطين وقادة عسكريين وأطباء نافذين يعتنقون الديانة المسيحية مروا في بلاد أمير المؤمنين، حيث يمتد وجودهم إلى العصر المرابطي مع يوسف بن تاشفين، وتعزز مع العهد الموحي وتعاظم نفوذهم مع السعديين ثم العلويين.وأضافت أسبوعية “الأيام” في ملفها، المتزامن مع الزيارة التاريخية التي قام بها البابا فرانسيس إلى المغرب قبل أيام، أن الحاجة إلى خبرة هؤلاء ازدادت في إدارة دواليب الدولة ووصل بعضهم إلى مراتب جد حساسة، كقيادة الجيش المغربي، المستشار العسكري للسلطان والحاجب الملكي وقائد الحرس الملكي.وتورد الأسبوعية أسماء عدة، منها حبابة الرومية، التي كانت تقرر في شؤون الدولة الموحدية من وراء حجاب، مثل زينب النفزاوية في العصر المرابطي والسيدة الحرة حاكمة تطوان والسيدة خناتة بنت بكار زوجة المولى إسماعيل.كانت حبابة الرومية من نصارى الأندلس، وتم سبيها في إحدى المعارك الموحدية، وأصبحت جارية في البلاط الملكي إلى أن أعجب لها الخليفة الموحدي أبو العلاء ادريس المأمون بن المنصور فتزوجها، إذ كان يعشقها بجنون لدرجة أنه لم يكن يرفض لها طلباً، وهي التي أوحت له أن يستعين بجنود النصارى القادمين من الأندلس ضد منافسيه في الحكم.وقد فعل المأمون ذلك حين جلب العديد من المرتزقة النصارى وبنى لهم كنيسة لممارسة شعائرهم الدينية وحين توفي الخليفة الموحدي كتمت حبابة خبر موته ليومين إلى حين ترتيب أمر انتقال الخلافة لابنها.الأسم الآخر للنصراني الذي دخل بلاط أمير المؤمنين كان هو المسيحي رضوان لعلج حاجب السلاطين السعديين، حيث ازدادت حظوته في قلب السلطان أحمد المنصور الذهبي وجعله حاجبه ومستشاره، حيث كان وفاؤه للعرش السلطاني أقوى من أصوله البرتغالية.وتحكي الروايات التاريخية، حسب أسبوعية “الأيام”، أن رضوان لعلج وقع أسيراً لدى القراصنة المغاربة الذين استولوا على سفينة وقرر أن يسلم ويحمل اسم رضوان لعلج، ولم يكن وحده الذي ولج البلاط السعدي، بل كان هناك أيضاً المسيحي البرتغالي أندريا كاسيرو خديم البلاط الملكي بالمغرب في عهد أحمد المنصور الذهبي.أما في فترة الحسن الثاني فكان قد كان الدكتور فرانسوا كليري بمثابة علبة أسراره، إذ لم يكن مجرد طبيب أسنان عسكري، إذ سيصبح الطبيب الخاص للملك منذ سنة 1961، بل كان حماسه يجعله دوماً متورطاً في وحل السياسة وهو جلبت عليه من سجن ونعيم ومحاولة قتل وفرار من الموت.وقد تعرف الدكتور على محمد الخامس حين كان منفياً في مدغشقر سنة 1954، وأصبح طبيب عائلته الوفي حوالي 13 سنة، لكن في يوليوز سنة 1967 سيفر إلى فرنسا هرباً مما اعتبره محاولة تعرضه لعملية تسميم قاتلة، لأنه أصبح يعرف أكثر من اللازمة، وقد أصدر كتاباً بعنوان “حصان الملك” سنة 2000.