تفاصيل مرعبة كشفها الكولونيل محسن بوخبزة، قائد الدرك الملكي لجهة العيون، وهو يدلي بشهادته حول الأحداث الأليمة لـ”اكديم إيزيك” يوم 8 نوفمبر 2010 ، حقائق غير مسبوقة موثقة بالصوت والصورة عن تنظيم سري لمجموعة المجرمين على رأسهم المدعو النعمة الأسفاري ، كيما فضحت وثائق جديدة قدمتها النيابة العامة الارتباطات السرية للمتهمين مع المخابرات الجزائرية .
كانت الساعة تشير إلى حوالي الخامسة والنصف من يوم الخميس 18 ماي 2017 حينها شرع الكولونيل محسن بوخبزة في تقديم شهادته أمام المحكمة حول الأحداث التي وقعت قبل وأثناء وبعد تفكيك المخيم.
في عرض مفصل أمام هيئة الحكم وأمام دفاع أطراف القضية وعائلاتهم بالاظافة إلى المراقبين الدوليين الذين حرصت المحكمة على توفير ترجمة فورية بثلاث لغات أكد الشاهد أمام الجميع معاينته لبعض المتهمين المتورطين في الاعتداء على أفراد القوة العمومية، وإمكانية تعرفه عليهم خلال المواجهة.
وقدم الشاهد، قائد جهة الدرك الملكي بالعيون، معطيات غير مسبوقة حول ملابسات أحداث المخيم، وعدد المشاركين فيه، كما أفاد المحكمة بشهادات مؤثرة حول الوقائع، مؤكدا الضمانات القانونية التي وفرها يومها محررو المحاضر للمتهمين المعتقلين تحت إشراف النيابة العامة وكيف انتقل من ضابط للشرطة الإدارية إلى ضابط للشرطة القضائية أثناء تفكيك المخيم.
صرح العقيد الشاهد: “لقد حول المهاجمون منطقة اكديم إيزيك إلى ساحة حرب”، مضيفا: “لم أرى في مساري المهني أشخاصا يحملون قنينات غاز مشتعلة، ويرمون بها أفراد القوات العمومية، المجردين من أي سلاح ناري”.
كما أكد اللكولونيل أنه عاين المتهم الرئيسي النعمة الأسفاري وهو يوجه تعليمات إلى عدد من الملثمين، قبل أن ينطلق الهجوم على القوات العمومية عكس مايروج له أعداء الوحدة الترابية من كون الأسفاري اعتقل 24 ساعة قبل الأحداث الدامية. وحكى بصفته آنذاك منسق التدخل الميداني للإخلاء المخيم ما تعرض له أفراد القوات العمومية من تعذيب حتى الموت، دهسا بشاحنة ضخمة وسيارات رباعية الدفع، وعن تلقي قيادات التدخل الأمني تعليمات صارمة بعدم استعمال العنف ضد سكان المخيم.
وبين الشاهد ضروف اعتقال الأسفاري وكيف قاد توقيفه إلى العثور على أسلحة بيضاء وأموالا بالعملة المغربية والأجنبية من الأورو والدولار والدينار الجزائري، كانت مدفونة في حفرة وسط خيمته بمخيم “اكديم إيزيك”، موضحا أن المتهم اعترف بالمنسوب اليه، ودوّن اسمه في المحضر ووقع عليه، فيما فضل آخرون البصم على أقوالهم وهم يتفاخرون بالاتهامات الموجهة إليهم.
وتعرف العقيد بوخبزة على صور جميع المتهمين التي كانت قد أخذت لهم عند إيداعهم لأول مرة السجن، قائلا للمحكمة: “أعرفهم جميعا بأسمائهم، ومستعد لمواجهتهم”، كما أكد عدد من محرري المحاضر في شهادتهم، ومنهم الكولونيل في الدرك عيد الرحمن الوزنة، معاينتهم لبعض المتهمين المتورطين في الاعتداء على أفراد القوة العمومية، وأنهم بإمكانهم التعرف عليهم في حال مواجهتهم.
بعدها عرضت المحكمة أمام الحضور شريطا مصورا للأحداث التي شهدها المخيم في 8 نونبر 2010، وكذا صورا لمتهمين ضبطوا في حالة تلبس أثناء تفكيكه، فضلا عن تسجيلات لمكالمات هاتفيه تورط بعض المتهمين في تلقي تعليمات خطيرة من جبهة البوليساريو عير المخابرات الجزائرية .
ويظهرالشريط، بالصوت والصورة، مروحية الدرك الملكي وهي تحوم فوق سماء المخيم، وتطلب من السكان المغادرة، وتخبرهم بأن السلطات استجابت لمطالبهم الاجتماعية التي أنشئ من أجلها المخيم، ليبدأ السكان بالمغادرة عبر حافلات وفرتها لهم السلطات، غير أن الوضع بدأ يتغير حين ظهر أشخاص يحملون أسلحة بيضاء ويرمون أفراد القوة العمومية التي كانت تؤمن الطريق للناس للخروج من المخيم بالحجارة.
وأوضح الشريط قيام بعض الملثمين بإضرام النار في حافلة للنقل، وسيارة تابعة للدرك الملكي، كما شوهد أحد المتهمين، الذي ألقي عليه القبض، وهو متلبس بدهس أحد عناصر القوة العمومية بواسطة سيارة رباعية الدفع، كما أظهر الشريط مجموعة من المتهمين الذين ألقي عليهم القبض بعين المكان وهم يعتدون على رجال القوة العمومية وينكلون بجثتهم، فيما قام أحدهم بالتبول على جثة أحد عناصر القوة العمومية في مشهد مؤثر جدا.