حذرت تسريبات منسوبة للمخابرات البريطانية، من مخطط روسيا، الذي يروم الدعاية لسلاحها في الصحراء المغربية، وذلك في محاولة من موسكو إسقاط أسطورة المقاتلات الأمريكية «إف 16».
وسجل تقرير سري تم تداوله في كواليس مجلس الأمن، بحر الأسبوع الماضي، إبان التصويت على القرار رقم 2414 بخصوص النزاع المفتعل في الصحراء أن موسكو تدفع في اتجاه إشعال فتيل حرب بالوكالة في المنطقة، بهدف إظهار قوة مضادات الطيران لديها ودفع زبناء السلاح إلى الكف عن اقتناء المقاتلات الأمريكية وتعويضها بالطائرات الحربية الروسية.
وكشف التقرير أن تهديد وقف إطلاق النار في الصحراء لم يعد يتعلق بدعم الجزائر عسكريا لـ»بوليساريو» على اعتبار أن ذلك من المسلمات البديهية، بل بدرجة سماح روسيا للجزائر بتزويد الانفصاليين بسلاح متقدم من قبيل صواريخ إس 300، خاصة بالنظر إلى ريادة سلاح الجو المغربي في التعامل مع المقاتلات الأمريكية الصنع.
وفي سباق مع الزمن يستكمل البنتاغون تطوير سلاح الجو المغربي، إذ كشف بلاغ وزارة الدفاع الأمريكية أن عملاق صناعة الطيران الأمريكية يعمل على تطوير طائرات المغرب من نوع «إف 16»، وأنه سيتم تسريع وتيرة اتفاق سابق كان يقتضي إنهاء العملية في يونيو 2019، مشيرا إلى أن هذه الصفقة تأتي في إطار صفقة شملت ثلاث دول محادية لخطوط الدفاعات الجوية الروسية وهي المغرب وسنغافورة وتايوان، وذلك بقيمة إجمالية بلغت 55 مليون دولار أمريكي، بهدف تطوير ودعم وتحسين أسطول مقاتلات»إف 16» لدى الدول الحليفة.
وقال فلاديمير سافرونكوف، نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، إن موسكو لم تمنع تمرير القرار حول الصحراء المغربية في مجلس الأمن، حرصا على استمرار عمل البعثة الأممية في المنطقة، وذلك في إشارة إلى امتناع روسيا إلى جانب الصين وإثيوبيا، الجمعة الماضي، عن التصويت على القرار الذي أعدت مشروعه الولايات المتحدة، فيما أيده باقي أعضاء المجلس الـ12.
وقال سافرونكوف للصحافيين عقب التصويت: “لم نمنع تمرير القرار لاقتناعنا بضرورة استمرار عمل البعثة الأممية في الصحراء وأن تلعب دورا في غاية الأهمية في تثبيت الاستقرار، خاصة في ما يتعلق بإيجاد «خلفية مناسبة» لاستئناف المفاوضات بين المغرب وجبهة بوليساريو.
وأبدى الدبلوماسي الروسي معارضة بلاده للحكم الذاتي، إذ شدد على عدم جواز استبدال «تقرير المصير» باعتباره مفهوما أساسيا للتسوية في الصحراء المغربية بأي صيغ أخرى، محذرا من أن القرار الأممي الأخير “يركز بدلا من ذلك، على مفاهيم فضفاضة ومتناقضة مثل «الإمكانية العملية» و»الواقعية»، ما قد يفتح الباب أمام «التأويلات المبهمة».
وذكر سافرونكوف، أن عملية إعداد ومناقشة مشروع القرار «لم تتسم بالشفافية وروح التشاور»، مشيرا إلى أن نص القرار بقي «غير متوازن» بعد رفض أصحابه مقترحات «مبررة وبناءة» قدمتها روسيا وبعض أعضاء المجلس الآخرين.
[color=#ffff00]عن الصباح [/color]