هذا المقال كنت قد نشرته بتاريخ 24 فبراير 2015 و أعيد نشره اليوم و غايتي من ذلك هو إثارة هذه القضية من جديد لعل و عسى تجد من يعلي الصوت من أجل وقف محطة الإبادة …….
إن ما أقدم عليه المكتب الوطني للكهرباء بالشروع في إقامة محطة حرارية بمدينة العيون هو جريمة في حق ساكنة المدينة و يمثل إغتيالا لحقوق الأجيال المقبلة ببيئة سليمة و صحة جيدة بعيدة عن الأمراض المزمنة ..
هذه المحطة الحرارية كان مزمع إنشائها في مدينة فاس و لكنها جوبهت بمعارضة شديدة من طرف المنتخبين و هيئات المجتمع المدني مما دعى المكتب الوطني للكهرباء إلى نقلها الى مدينة أيت ملول على مقربة من المدينة السياحية أكادير و لكن أهل سوس كانوا لها بالمرصاد فأقاموا الدنيا و أقعدوها و تمكنوا من إبعادها عن مدينتهم ..
و لكن المكتب الوطني للكهرباء عمد مرة أخرى إلى اللجوء إلى محاولة بائسة قادته إلى مدينة تزنيت معقل أهل سوس لتوطين محطته الحرارية ..
و لكنه وجد أمامه تحركاً لافتاً و مميزاً من لدن المنتخبين الذين إلتقطوا الرسالة و وضعوا يدهم في يد فعاليات المجتمع المدني باقليم تيزنيت و هو موقف مشرف لمن يدعي تمثيلية السكان و الدفاع عن مصالحهم إذ لم يتوانوا عندما إستدعى الأمر بإنشاء قيادة مشتركة مع هيئات المجتمع المدني من أجل وقف أشغال بناء المحطة الحرارية المثيرة للجدل و التي أجمع الكل على رفضها لما تشكله من تهديد جد خطير على بيئة الاقليم و صحة المواطنين ..
تحركهم هذا كلل بالنجاح عندما وجهوا تهديداً مباشراً بنقل ملف هذه المحطة الحرارية لعرضه أمام أنظار المنظمات و المنتديات الدولية المختصة بحماية البيئة و الإنسان و هو ما حذى بالبرلمان الى التدخل لوقف إقامة هذه المحطة المشؤومة بمدينة تيزنيت ..
و في تعارض مطلق مع مقتضيات المادة 31 من الدستور المغربي و الميثاق الوطني للبيئة و التنمية المستدامة و خطاب الملك بتاريخ 30 يوليوز 2009 بهذا الخصوص عندما قال ما يلي :
( نوجه الحكومة إلى إعداد مشروع ميثاق وطني شامل للبيئة يستهدف الحفاظ على مجالاتها و محمياتها و مواردها الطبيعية ضمن تنمية مستدامة كما يتوخى صيانة معالمها الحضارية و مآثرها التاريخية بأعتبار البيئة رصيداً مشتركاً للأمة و مسؤولية جماعية لأجيالها الحاضرة و المقبلة ) ..
أثبت المكتب الوطني للكهرباء أنه ضد التوجهات العالمية الداعية لحماية البيئة و صيانة حقوق المواطنين في البيئة السليمة و في معاكسة واضحة في إعتماد إنتاج الطاقة النظيفة و المتجددة ..
حيث عمد إلى إنشاء محطة لتوليد الطاقة الحرارية مشغلة بمادة الفيول في المدخل الغربي لمدينة العيون و على تراب الجماعة الحضرية للعيون ..
إن هذه المحطة كما يدعي المكتب الوطني للكهرباء ستشتغل ببرنامج زمني يفوق 15 ساعة في اليوم و ستحرق آلالاف الليترات من مادة الفيول ..
و هنا لابد أن نوضح لكم مدى الأخطار التي ستنتج عن إحتراق مادة الفيول في هوائنا و ما سيصيب الساكنة من أمراض و مخاطر ستنال من صحتنا و بيئتنا ..
إذ توضح دراسات المختصين أنه من المرتقب أن تنفث المحطة الحرارية الكثير من المواد الملوثة كالكبريت و الرصاص و هباب الفحم ما سيؤدي إلى أمراض رئوية حادة كإلتهاب القصبات و الرغامي و كذلك الإصابة بالعديد من أنواع السرطان و ضيق التنفس و بنوبات مرضية و حدوث التخلف العقلي و إلتهاب الدماغ القاتل لدى الاطفال بينما يعاني البالغون من أعراض مختلفة منها فقدان الشهية للطعام و آلام في الأمعاء و تغيرات في السلوك و الضعف الجنسي لدى الذكور و الإناث كما أن عملية إحتراق الفيول الثقيل تنتج ملوثات عديدة أهمها الغازات المنطلقة في الغلاف الجوي من أهمها أكسيد الكربون (CO2،CO) و مركبات النيتروجين (NOx) و مركبات الكبريت (SO2) و الجسيمات المعلقة (PM) و المعادن الثقيلة خاصة أن المحطة ستشتغل بمحركات ضخمة ..
و هذه كارثة عظمى بكل المقاييس وجب التصدي لها و الوقوف متحدين بكل قوة لمنع إقامة هذا المشروع المدمر للحرث و النسل ..
و رسالتي هاته موجهة للمسؤولين و المنتخبين و الأعيان و هيئات المجتمع المدني و المواطنين عموماً ..
[color=#cc3333]أصوات نيوز/العيون[/color]
[color=#3333cc]ذ//الركيبي حيدار[/color][color=#3366cc][/color]