نظم المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومركز الدراسات الصحراوية، أمس الخميس بالرباط، حفلا لتكريم الكاتبة والباحثة وعالمة الآثار الفرنسية الراحلة، أوديت دو بويغودو، التي كرست حياتها لاكتشاف الصحراء، وذلك بعد مرور سبع وعشرين سنة على ذكرى وفاتها.
فمنذ سنة 1933، جابت هذه الفنانة الموهوبة التي امتازت بحس مغامرة لا تكل، على ظهر الجمل أو سيرا على الأقدام، الصحراء المغربية والموريتانية. وتركت أوديت دو بويغودو بعد رحلاتها الاستكشافية والدراسية ببليوغرافيا استثنائية غنية بالوثائق والرسوم التوضيحية التي تجسد أصالة ثقافة البيضان.
وفي كلمة بالمناسبة، قال رحال بوبريك، مستشار لدى المجلس الوطني لحقوق الإنسان وباحث بمركز الدراسات الصحراوية، إن كتابات الراحلة أوديت دو بويغودو تمثل ذاكرة حية تعيد رسم ثقافة وعادات وتقاليد نمط الحياة الصحراوية.
وأضاف أن الراحلة، المزدادة بسان نازير في بروتاني (فرنسا) سنة 1894، قضت ثلاثين سنة من حياتها في دراسة دقيقة لعالم الرحل قبل أن تقرر الاستقرار، منذ ستينيات القرن الماضي بالمغرب، وبالضبط بالرباط حيث توفيت سنة 1991، مسجلا أنها واصلت، حتى بعد استقرارها بالعاصمة، أبحاثها المتعلقة بالصحراء.
وفضلا عن مؤلفات تشكل بيبليوغرافيا نموذجية توثق حكايات سفرها ورحلاتها وأعمالها المرتبطة بتاريخ وثقافة البيضان، وشهادات وبعض الروايات والأعمال المستوحاة من تجربتها الصحراوية، أشار السيد بوبريك إلى أن الراحلة نشرت عددا مهما من المقالات في مجلة “هيسبيريس تامودا” تم تجميعها بعد ذلك ضمن كتاب حمل عنوان “فنون وعادات المورسكيين”، مضيفا أن المؤلف عرف نجاحا كبيرا وأن مركز الدراسات الصحراوية سيواصل ترجمة أعمال أوديت دو بويغودو.
من جهته، قال السيد محمد الشيخ بيد الله، رئيس سابق لمجلس المستشارين، إن أوديت دو بويغودو الشغوفة بالمغرب والصحراء، ساهمت بشكل كبير في نشر الثقافة الصحراوية على الصعيد الدولي، وساهمت في إثراء المعرفة حول هذا الجزء من العالم.
واعتبر أن أوديت، التي جابت الصحراء، تركت إرثا هاما يتضمن حكايات أسفار وأعمال حول تاريخ وثقافة البيضان، ومقالات وشهادات ورويات مستوحاة من تجربتها بالصحراء.
ومن بين منشوراتها، يضيف السيد بيد الله، “أقدام حافية عبر موريتانيا”، و”المعرض الكبير للتمور”، و”ملح الصحراء” و”طريق الغرب” و”فنون وعادات المورسكيين” الذي يشكل مرجعية في التاريخ الصحراوي.
عن ماروك تلغراف