أصوات نيوز //
ذ. حكيم القبابي
عندما يحتاجنا الوطن للدفاع عليه أمام الأعداء والخونة والمتربصين، يجب علينا جميعا كمواطنين مغاربة، كل من موقعه، أن يساهم بالقدر المستطاع في التعبئة الداخلية والقيام بكل ما هو ممكن من أجل وحدة الصف المغربي والدفاع عن مقدساته بدون أدنى تردد. تقدم مملكتنا المغربية في كل المجالات وقوة تدبيرها داخليا وخارجيا، وكثرة حسادنا، سيجعلها عرضة لهذه الاستفزازات الإعلامية والأكاذيب المروجة والحملات المسعورة الممنهجة من طرف بعض الجهات المعروفة، لأن ما نعيشه بالمغرب من تطور متسارع يثير حفيظتهم ويقض مضجعهم وسيسعون بكل ما أوتوا من قوة لتمويه الحقائق واختلاق الإشاعات وتزوير الوقائع. لا يمكن أن نبقى صامتين وبالخصوص الفنانين والإعلاميين لما لهم من دور مهم وحاسم ومؤثر، ونحن نتابع هرطقات الأعداء وشطحاتهم في مختلف المنابر الإعلامية ومختلف الوسائط التواصل الاجتماعية، وعبر شن حرب إعلامية خسيسة على مقدسات البلاد دون أن نرد الصاع صاعين ونتحد جميعا من أجل إفشال مخططات الأعداء ومن يمولهم. لا ننكر أن هناك مجهودات رائعة يبذلها مواطنون مغاربة داخل المغرب وخارجه في سبيل نصرة قضايانا الوطنية كل بأسلوبه وإمكانياته، بل هناك مواطنون أجانب يحبون المغرب ومنخرطين في الدفاع عنه.نعيش اليوم في حرب إعلامية وفنية أساسها الكلمة والصورة، وكما الأعداء يستبسلون في استغلالها ضدنا، لنا من القدرة والإمكانيات ما نضيقهم الأمرين ونشربهم كأس الهزيمة والخذلان، من خلال أعمالنا الفنية التي تدافع عن مقدسات البلاد وعن القضية الوطنية، وعن قيم المغاربة وتاريخهم المجيد.فمنذ سنة 2015 , تم إنتاج العشرات من الأفلام الوثائقية في إطار الدعم الموجه لإنتاج أفلام وثائقية عن الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، هذه الأفلام خصص لها مهرجان كبير في مدينة العيون تحت إشراف المركز السينمائي المغربي، وهي فرصة لعرضها في القنوات المغربية، وبإمكانها خلق جبهة سينمائية قوية ونافذة إعلامية مهمة لتقديم وجهة نظرنا سينمائيا حول القضية الوطنية.
هناك أفلام وثائقية تطرقت لمواضيع مختلفة تهم الصراع المفتعل في الصحراء المغربية، أفلام فضحت بالواضح مؤامرات العدو وصورت قصصا إنسانية عن معاناة المحتجزين في غياهب تندوف، وصورت مشاهد التعذيب الذي تعرض لها المحتجزين نساء ورجالا وأطفالا، واستجوبت العديد ممن عادوا إلى أرض الوطن وفضحوا بالصوت والصورة فظائع عصابة البوليساريو والجزائر منذ عقود، وقدموا شهادات حقيقية عن الممارسات الفظيعة التي تعرضوا لها طيلة سنين من التعذيب الممنهج في سجون تندوف الرهيبة. ليس هدفنا فقط عرض هذه الأفلام الوثائقية في القنوات التلفزية المغربية وهو أمر جد مهم وضروري، بل يمكن عرضها في كل المحافل الدولية وخلق مناسبات لعرضها بتنسيق مع السفارات والقنصليات المغربية وجمعيات المهاجرين المغاربة في الخارج لتقديم الحقيقة للعالم وطرح وجهة النظر المغربية وتعميمها لدى كل المهتمين وخلق رأي عام دولي يساند المغرب. التعبئة الداخلية تهم أيضا كل الوزارات والمسؤولين الترابيين والمنتخبين والجمعيات الحقوقية والجمعيات الثقافية، والمؤسسات العمومية وشبه العمومية والقطاع الخاص من شمال المغرب إلى جنوبه، فعليهم أن يبادروا للتواصل مع منتجي ومخرجي هذه الأفلام لتقديمها للجمهور المغربي في أنشطتهم المختلفة في كل المدن والقرى المغربية، كمساهمة منهم في إذكاء الروح الوطنية والدفاع عن مقدسات البلاد. فإذا كان الجندي المغربي يحمي الحدود المغربية، ورجل الأمن يحمي الداخل المغربي وغيرهما من الأسود المغاربة في مواقع مختلفة، فإن من واجبنا كمبدعين وفنانين أن نلبي نداء الوطن ونلتحف بالعلم الوطني ونقف سدا منيعا أمام الأعداء من خلال أعمالنا الفنية المختلفة (أفلام – أغاني – مقالات – صور …) ومن خلال صفحاتنا الإلكترونية وحساباتنا في مختلف وسائط التواصل الاجتماعي وألا نقف موقف الصامت المتردد اللامبالي في مثل هذه المواقف التي يحتاجنا فيها وطننا الحبيب. فعلى خطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله يجب علينا أن نكون مجندين خلفه، مستعدين لبذل الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن مقدسات بلادنا وفي مقدمتها قضيتنا الوطنية، ويكون شعارنا الدائم: الله الوطن الملك.