خرج الشيخ محمد الفيزازي بتدوينة منذ ايام بعنوان **أيها الملك **وصلت نسبة المشاهدة إلى ما يقارب مليوني، و هاته نصها :
روى الإمام أحمد: أن المقداد رضي الله تعالى عنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر : يا رسول الله ، إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : ( فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ) ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون .) ونحن أيضاً أيها الملك كلنا معك ومع جيشنا مقاتلون. تجدر الإشارة إلى أن ذهاب الله تعالى للقتال لا يجوز في حقه سبحانه، وإنما المقصود هو عونُ الله ونصرُه لمن يقاتل في سبيله. وكل قضية عادلة إذا حارب المسلمون فيها لوجه الله تعالى فهو في سبيل الله. والله ناصره لا محالة (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُم).
أيها الملك: نعلم أن لك جيشاً من خيرة الجيوش تسلّحاً وتدريباً وإيماناً بعدالة قضيته، نعلم أن القوات المسلحة الملكية ومعها الدرك الملكي والمؤسسات الأمنية تعتمد على الكيف والنوع، وليس على الكم والكثرة…. غير أن الصراع لا يعتمد على القوّة العسكرية فقط ولا على التدريب والتحضير فقط، بل يعتمد أساساً على عدالة القضية التي ندافع عنها، والدعم الشعبي الضروري ومساندة الأحزاب والمجتمع المدني، وهذا كله متوفر والحمد لله. وقبل هذا وذاك يعتمد على رب العالمين ناصر المظلومين. أيها الملك: دولتنا ظلمها الجيران الأشقاء منذ عقود من الزمن.
والحقُّ الحقَّ أقول : لقد حان وقت تأديب هذا العدوّ الشقيق؛ ناكرِ الجميل وقاطع الرحم، وطويل اللسان، وسيء الخلق. وإذا أُصِيبَ القومُ في أخلاقِه فأقمْ عليهم مأتماً وعَوِيلاً قضيتنا عادلة، ونحن في أرضنا وحُقََ لنا أن نحارب مَن يحاربنا، بل وجب علينا ذلك ولا نعطي الدَّنية في ديننا ولا في وطننا ولا في أعراضنا.
العدوّ يقاتل في قضيةٍ خاسرة، قضيةٍ ليست له فيها ناقة ولا جمل. أيها الملك! عدوّنا الشقيق يفتقر إلى مساندة شعبه، فالشعب الجزائري غير راضٍ تماماً بعدوان حكّامه علينا، بخلاف شعبكم، كل الشعب المغربي مؤمن بعدالة القضية وبقدسية الجهاد في سبيل الله. عدوّنا منبوذ عالمياً، بخلاف المملكة فهي مؤيدة من المنتظم الدولي قاطبة…. فماذا بقي غير الردّ الحازم والحاسم على الظالمين… فقد تمادوا في غيّهم إلى أبعد مدى.
محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ.