الراحل دييغو مارادونا، المولود في عام 1960 جنوب بوينس آيرس العاصمة الأرجنتينية لعائلة فقيرة، اكتشفت موهبته الكروية في سن العاشرة، عندما كان يلعب مع نادي “إستريلا روجا” قبل المرحلة الاحترافية مع نادي “أرجنتينوس جونيورز” بين عامي 1974 و1977، ومن ثم كمحترف في نفس النادي حتى عام 1981.
انتقل بعد ذلك إلى نادي “بوكا جونيورز” مواصلا معه موسم عام 1981، بالإضافة إلى تحقيقه أول لقب مع الفريق في الموسم التالي عام 1982. لعب أول مبارياته مع منتخب الأرجنتين لكرة القدم عندما كان عمره 16 عاما، ضد منتخب المجر. وعندما أصبح عمره 18 عاما، مثل بلاده في بطولة العالم لكرة القدم للشباب، حين كان نجم البطولة، وفاز بالبطولة بعد هزيمته منتخب الاتحاد السوفياتي بنتيجة 3 – 1 في النهائي.
شارك الراحل مارادونا في أول بطولة لكأس العالم عام 1982، وفي نفس العام انتقل إلى نادي “برشلونة” الإسباني، وكانت صفقة انتقاله قياسية في ذلك الوقت بـ5 ملايين جنيه إسترليني، وفاز مارادونا مع “برشلونة” ببطولة كأس إسبانيا بعد هزيمة “ريال مدريد”.
عاش مارادونا فترة صعبة في “برشلونة” حين بدأت مرحلة الأمراض والإصابات. وكانت إصابته بالنوبة الأولى من التهاب الكبد، ثم بكسر في الكاحل الناجم عن احتكاكه والعرقلة من قبل الإسباني أندوني غويكيوتكسيا وكادت أن تنهي مسيرة مارادونا الكروية في “برشلونة”.
في حياة الراحل مارادونا التي قضاها في إيطاليا، زادت مشاكل مارادونا الشخصية، وواصل استخدامه “الكوكايين”، وفرضت عليه غرامة في الولايات المتحدة، وواجه فضيحة أخرى في إيطاليا لعلاقته بامرأة وابن غير شرعي اعترف به قبل عامين تقريبا. وكان أيضا هدفا للشكوك حول اتهامات مزعومة بعلاقاته مع عصابة “مافيا كامورا”.
وصل الراحل مارادونا إلى أوج عطائه ومجده الكروي، وسرعان ما أصبح النجم المعشوق بين جماهير النادي الذي عاش عصره الأكثر نجاحا في تاريخه. وفاز “نابولي”، بالدوري الإيطالي موسمي 1987 و 1990، وكأس إيطاليا عام 1987، وكأس الاتحاد الأوروبي عام 1989 وكأس السوبر الإيطالي عام 1990.
وكان الفريق وصيفا للدوري الإيطالي مرتين، في 1988و 1989. يتذكر المغاربة في “مكسيكو1986” كأفضل حدث كروي في سجلات الكرة المغربية كما يملك صورة ذلك الشاب القصير الذي ينطلق من 60 مترا وهو يراوغ دفاعات المنتخب الإنجليزي ثم حارس المرمى، مسجلا على أحد أجمل الأهداف عبر التاريخ.
لم يكن دييغو مغربيا إلا أن صورته وهو يحمل القميص الوطني، ستظل راسخة في أدهان الجميع، بعد أن حضر إلى مدينة العيون لمشاركة الشعب المغربي احتفالات ذكرى المسيرة الخضراء، معبرا عن حبه وتقديره للمغرب ملكا وشعبا ومؤمنا بأن الصحراء جزء لا يتجزأ من خارطة المملكة المغربية.
وعلى الرغم من خيبات الأمل التي تعرض لها من كثرة نزواته وهفواته، بقي الراحل مارادونا محبوبا في الأرجنتين كونه الابن المحلي الذي خرج من الفقر ومن بدايات متواضعة للوصول إلى قمة النجومية على المنصة الدولية.