أصوات نيوز //
أعلن مستشار في الإعلام لدى الرئاسة النيجيرية، اليوم الأربعاء، تأكيد وزير النفط النيجيري تيميبري سيلفا، بأن “الرئيس النيجيري محمدو بوهاري وملك المغرب محمد السادس، ملتزمان جدا بإنجاز خط أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب”، وأن “البلدين سيمران إلى مراحل متقدمة من أجل تسريع إنجاز هذا المشروع الكبير الذي يربط بين القارتين الإفريقية والأوروبية.”
جاء ذلك في حوار أجراه مسؤول نيجيري مع صحيفة The East African، قال فيه إن “الحكومة النيجيرية استكملت خطط تجسيد هذا المشروع الكبير”.
وكان الملك المفدى محمد السادس حفظه الله وفخامة الرئيس النيجيري، قد جددا عزمهما المشترك على مواصلة المشاريع الإستراتيجية بين البلدين وإنجازها في أقرب الآجال، ولا سيما خط الغاز نيجيريا-المغرب.
في فبراير/شباط الماضي، قال الملك المفدى محمد السادس والرئيس النيجيري إنهما يعتزمان مواصلة المشاريع الاستراتيجية وإنجازها في أقرب الآجال، خاصة خط الغاز بين البلدين، وإحداث مصنع لإنتاج الأسمدة في نيجيريا.
وفي ديسمبر/كانون أول 2016، اتفق العاهل المغربي محمد السادس والرئيس النيجيري محمد بخاري، في العاصمة أبوجا، على إنشاء هذا الخط الذي يتوقع مروره عبر 11 دولة، وهو أحد المشاريع الإستراتيجية التي أعلن عنها المغرب من أجل المساهمة في التكامل الطاقي لإفريقيا، وتشرف عليه كل من شركة النفط الوطنية النيجيرية، والمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن بالمغرب.
ومن المرتقب أن ينطلق هذا الخط من نيجيريا ثم البنين والتوغو وغانا والكوت ديفوار وليبريا، مرورا بسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسينغال ثم موريتانيا، وصولا إلى المغرب المحطة الأخيرة قبل مده إلى أوروبا.
أنبوب غاز سيمتد على طول 5660 كيلومترا بين نيجيريا والمغرب وسيمر هذا الأنبوب بكل من بينين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا. وسيتم “تشييده على عدة مراحل ليستجيب للحاجات المتزايدة للدول التي سيعبر فيها وصولاً إلى أوروبا خلال الـ 25 سنة القادمة”. هذا المشروع تم التوقيع عليه في الرباط وذلك بمناسبة زيارة رسمية لمدة يومين يقوم بها الرئيس النيجيري محمد بخاري إلى المغرب.
مما لا شك فيه أن هذا المشروع سيفتح الباب أمام المغرب للدخول بقوة إلى منطقة غرب إفريقيا من بوابة الغاز النيجيري، ويسعى المغرب ليكون ضمن مجموعة دول غرب إفريقيا الاقتصادية، وهي سوق نشطة وواعدة في القارة الإفريقية، ما يعني أن التوجه الجيو- استراتيجي للمغرب بات يركز على العمق الإفريقي بدلاً من التركيز على العمق المغاربي، وهنا يؤكد عبد الخالق التهامي، أستاذ الاقتصاد في جامعة الرباط، أن هذا التوجه ليس بجديد، “فحينما عاد المغرب إلى الاتحاد الأفريقي وطلب الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، حينها حسم المغرب أمره بتوجه للعمل أكثر مع دول القارة الإفريقية.
وهذا المشروع جاء ليكرس هذا التوجه، إذ من خلال هذا المشروع سيجني المغرب العديد من المصالح، خاصة تنويع مصادر الطاقة، خاصة في ظل ضبابية العلاقات القائمة بينه وبين الجزائر”.