على مدى ساعة كاملة، سافر المخرج المغربي أحمد بوشكلة إلى حقبة هامة وحسّاسة من تاريخ الصحراء المغربية، ليسلط الضوء على مؤتمر الشكاك، الذي انعقد في أبريل من سنة 1956، حيث اجتمعت القبائل الصحراوية لإرسال وفد عنها لتجديد البيعة للملك الراحل محمد الخامس بمجرد عودته من المنفى.
ويتناول فيلم "أم الشكاك"، وهي منطقة بين مدينتي العيون والسمارة، تقع على ضفاف واد الساقية الحمراء، وشهدت سنة 1956 حدثًا مهمًا، تمثل في عقد اجتماع للقبائل الصحراوية لتحديد ما إن كانت ستبقى تحت مظلة الاستعمار الإسباني حينها.
ويعرض الفيلم الوثائقي سلسلة من الشهادات لمناضلين صحراويين، توثق لأحداث بالمنطقة منذ وصول المستعمرين الفرنسي والإسباني إلى غاية تنظيم المسيرة الخضراء وتحقيق الوحدة الترابية.
ويوضح مخرج الفيلم، في تصريح لهسبريس، قائلا: "اعتمدت في الفيلم على شهادات أربعة مواطنين شاركوا في الاجتماع التاريخي، والذين سردوا مختلف التفاصيل المتعلقة بالحدث ليتم دمجها في الفيلم الوثائقي، إلى جانب حوالي مائة شخصية ثانوية".
وأضاف أن بعض الشخصيات المشاركة في الفيلم يفوق عمرها مائة سنة، وأن "الفيلم عرف مشاركة شخصيات عايشت أحداث المؤتمر، إذ نجد كلا من الدكتور حمداتي أشبيهانا، إبراهيم الدوهي المقاوم، أحمد محمود وأحمد امبارك".
تتسارع أحداث هذا الفيلم في تقييم ومعالجة وثائقية لمؤتمر "أم الشكاك"، والأحداث التي سبقته وتلته، ويكشف من عاصروا الحدث، بالوثائق والشهادات الحية، الصلة القوية بين سكان الصحراء، المستعمرة الإسبانية السابقة، وسلاطين المغرب، مرورًا بأشكال المقاومة التي شارك فيها أهل الصحراء ضد المستعمرين الإسباني والفرنسي.
وعن الصعوبات التي اعترضت العمل الذي تطلب إعداده سنة ونصف من البحث في الأرشيف والتصوير، قال مخرج الفيلم أحمد بوشكلة: "أي عمل تاريخي هو عمل صعب، بالنظر إلى القراءات المتعددة، وكذا المراجع المستخدمة، بالإضافة إلى حرصنا على إخراجه بنظرة موضوعية وإعطائه قيمته الحقيقية".
ويستعد بوشكلة لتقديم النسخة الإنجليزية لفيلمه "أم الشكاك"، بتعاون مع وكالة الجنوب، وقال إن "هذه النسخة ستساهم في التعريف بشرعية قضية الصحراء المغربية أمام المنتظم الدولي".
أصوات نيوز / هسبريس