ناقش مسؤولون ومختصون قضية الصحراء المغربية في ظل إدارة دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، معتبرين أن هم الأخير بالدرجة الأولى هو مصلحة بلاده ومقدمين حلولا من شأنها المساهمة في تعزيز موقف المغرب والنهوض بدبلوماسيته في هذا الصدد.
وفي هذا الإطار، قال أحمد بوجداد، رئيس شعبة القانون العام بكلية العلوم القانونية بجامعة محمد الخامس أكدال الرباط، إن الإدارة الأمريكية الحالية جاءت في سياق لم يسبق أن عرفته أمريكا في السابق، مشيرا إلى أن "انتخاب ترامب كان مفاجئا للجميع".
ناقش مسؤولون ومختصون قضية الصحراء المغربية في ظل إدارة دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، معتبرين أن هم الأخير بالدرجة الأولى هو مصلحة بلاده ومقدمين حلولا من شأنها المساهمة في تعزيز موقف المغرب والنهوض بدبلوماسيته في هذا الصدد.
وفي هذا الإطار، قال أحمد بوجداد، رئيس شعبة القانون العام بكلية العلوم القانونية بجامعة محمد الخامس أكدال الرباط، إن الإدارة الأمريكية الحالية جاءت في سياق لم يسبق أن عرفته أمريكا في السابق، مشيرا إلى أن "انتخاب ترامب كان مفاجئا للجميع".
المهدي بنسعيد، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان سابقا، أشار إلى أن "ترامب يتاجر بكل شيء حتى السياسة الخارجية لبلاده"، مقدما بضعة حلول من شأنها تعزيز موقف المغرب في قضية الصحراء.
ومن ضمن الحلول التي قدمها بنسعيد "محاولة إقناع أمريكا بما يمكن تحقيقه بإفريقيا تجاريا عن طريق المغرب"، مشيرا أيضا إلى كون "المغاربة المقيمين بأمريكا غير ممثلين في الكونغرس وبالتالي لا يستطيعون لعب دور إيجابي"، مؤكدا أنه "على السفارة والأحزاب السياسية الاشتغال في هذا الإطار دون الانتباه إلى الألوان السياسية"، أضف إلى ذلك تقوية العلاقات مع الفيدراليات لمحاولة التأثير على القرار في واشنطن".
وتابع بنسعيد قائلا: "علينا ربط القضية المغربية بأمن أمريكا واستقرارها والتجارة معها؛ لأن ترامب كل ما يهمه هو بلاده، بعيدا عن السياسة الخارجية".
الهيبة عدي، رئيس مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية للشؤون الصحراوية، أفاد بأنه حين الحديث عن إدارة أمريكية جديدة يعني فكر جديد وأجندة حديثة في كل مستويات، منبها إلى أهمية العلم والمعرفة في جل المجالات وخاصة المجال السياسي.
وواصل الهيبة قائلا إن "القرار السياسي حينما يبتعد عن المعرفة والعلم يكون ناقصا وغير مكتمل…. يجب الابتعاد عن كل ما هو غير علمي؛ فالشعوب التي استطاعت أن تحقق قفزة هي التي وضعت من العلم نبراسا لها".
وقال أحمد التهامي، النائب الأول لرئيس مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية للشؤون الصحراوية، إنه وعلى الرغم من أن الجميع كان ينتظر المواقف الأولى لترامب، فإن هذه المواقف "كانت جد مشجعة وتتماشى مع مطالب المملكة وملفها".
وأشار التهامي إلى أن ذلك تجلى ذلك في قانون مالية 2017 والذي ينص صراحة على أن الدعم الذي يقدم للمملكة المغربية يمكن استثماره أيضا في الأقاليم الصحراوية الجنوبية، إضافة إلى المذكرة التي تواكب القانون المالي الأمريكي والتي تنص "على أن كاتب الدولة الأمريكية يعمل على الحل السياسي، والاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي هو الحل تحت السيادة المغربية".
من جانبه، أشار لحسن حداد، أستاذ التعليم العالي والبرلماني عن حزب الاستقلال، إلى أن ترامب له تصور مختلف عن الرؤساء الذين سبقوه مفاده أنه "على باقي الدول أن تؤدي ثمن الحماية لها على مدى سنوات"، وأن "ما يهم هو الحصول على صفقات مربحة للولايات المتحدة الأمريكية".
وشرح حداد، خلال مداخلته، ما أسماها ثوابت السياسة الخارجية الأمريكية؛ وهي ثوابت مرتبطة بمصلحتها بالدرجة الأولى، قائلا: "المغرب لم تكن له في السابق معرفة كبيرة إلا أنه اكتسبها فقط منذ عشر سنوات وبدأت تعطي ثمارها في الوقت الحالي"، مفيدا بأنه "منذ كلينتون إلى أوباما، هناك اعتراف بأن مقترح الحكم الذاتي هو واقعي وأن الاستقلال مسألة غير واردة ولا يمكن تطبيقها على أرض الواقع"، منبها إلى ما أسماه "التقصير في صورة المغرب على مستوى وسائل الإعلام الأمريكية".
وأوضح الوزير السابق أن كل ما يهم منطقة المغرب العربي هو حكر على وزارة الخارجية أكثر من البيت الأبيض، وأن تدخل هذا الأخير يكون فقط في وقت الأزمات، مبرزا أن هناك "نوعا من التوازن بين الجزائر والمغرب على مستوى واشنطن.. لذا، يتم الإبقاء على الأمر الواقع لتثبيت هذا التوازن ولا تحسم الأمور بشكل كبير لحساب بلد على آخر".
وقال عبد الجبار عراش، مدير مختبر الانتقال الديمقراطي المقارن، إنه على الدبلوماسية المغربية أن تكون ملمة بالجانب القانوني والسياسي الأمريكي وإدارة البلاد "وإلا فقدت الكثير"، حسب تعبيره، مضيفا: "خسر المغرب عدة أوراق من خلال عدم كفاءة القائمين على الملف".
وشدد المتحدث على أن "أمريكا دولة تسعى إلى تثبيت مصالحها الجيواستراتيجية والسياسية"، مضيفا: "المغرب سيكون ساذجا سياسيا إذا ما اعتبر أنه سيتم الاعتراف له بالسيادة في قضية الصحراء… المسؤولون المغاربة يثقون في المجاملات، خاصة حين الإشادة بمقترح الحكم الذاتي"، حسب تعبيره.